مطلقات أوف لاين

كلما أصبح المجتمع أكثر تقدما وانفتاحا كلما تغيرت المبادئ والتقاليد واندثرت العادات السيئة وخصوصا تلك التي تحط من قدر وشأن المرأة في المجتمع وتقيد من حريتها ونجاحها..

ولكن ما يشغل بالي هل من الممكن أن تظل بعضا من تلك العادات حية رغم محاولة المجتمعات القضاء عليها؟. وقد نجحت المجتمعات الغربية في ذلك في حين فشلت المجتمعات العربية في أن تمحي بعضا منها ومنها الفشل في اعطاء المراة اهم حقوقها كما فشل المجتمع العربي في تغير النظرة للمرأة المطلقة بعد أن جعلها وصمة عار وبدلا من استخدام الوسائل الحديثة المتطورة مثل الانترنت في محاربة تلك الظواهر الجارحة للمراة تم استغلاها بطريقة سلبية لتعبر عن جهل وتأخر أهل المجتمعات العربية ومنها علي سبيل المثال بعض المواقع وجروبات الفيس بوك التي تحمل اسم" ليه تأخد المستعمل لما ممكن تشتري الجديد" بوصف المطلقة بانها سلعة مستعملة ليس لها الحق في الزواج مره آخري كأنها السلعة التي فسدت وانتهت صلاحيتها بالاضافة إلي ذلك الاساءة للمطلقات بأقبح الالفاظ والمعاني ولكن بالمقابل فأن للمرأة دائما دور للدفاع عن حقوقها فقد قامت بعض المطلقات بعمل مدونات وجروبات تحمل اسم "انا عايزة اتطلق" معبرين عن استيائهم من المجتمع الذي يفرض عليهم تحمل رجل يتسم بالخيانة والكذب وعدم تقدير مشاعر الطرف الاخر والاهانة المستمرة لهن..

وتتساءل المطلقة لما عليها الرضا بالذل والهوان من أجل مجتمع لا يحترم حقها في اختيار الحياة التي تناسبها ويحرم عليها ما احلة الله ولكنه أبغضة وحتي لا يأخذ موضع البغض حجة فإن الغرض منه هو عدم الاستهوان بأقوي علاقة بين ذكر وأنثي وهي علاقة الزواج بأن تقضي عليها بعض الخلافات البسيطة أو ان يصبح الطلاق مجالا للعب واللهو من جانب الطرفين ولو كان الطلاق عيبا ما احلة الله عز وجل..

نقطة اخري مازالت تشغل بالي لماذا يتم إلقاء اللوم دائما علي المرأه دون الرجل ؟

لما يعاقب المجتمع دائما المراة ونادرا ما يعاقب الرجل ؟

وإذا امتنعت المطلقة تبرير الاسباب حفاظا علي اسرارها الشخصية ابتليت بوابل لا ينتهي من الاتهامات والاساءة لسمعتها، واذا بررت كذبوها ،و اذا كذب صدقوه مع علمهم بأنه قد يكوت شخصيه غير سويه..

أتمني أن تختفي تلك المصطلحات الجارحه للمراة من قواميسنا ليس فقط المصطلحات بل ايضا بعض الاشخاص الذين تسول لهم انفسهم أن يأخذوا من مشاكل الاخرين مجالا للهو والحديث والتفسير وتبرير جميع المواقف والاساءة والتدخل في شئون الاخرين دون اي وجه حق وليعلموا انهم غير محبذون من المجتمع وأنهم مصدر لازعاجه وتأخره بالاضافة إلي ذلك فهم أكثر امتلاءا بالعيوب والتناقضات من اي شخص اخر او من الذين يحكموا عليهم دون اي وجه حق..

في النهاية هل سيسمح المجتمع باعطاء خط مباشر للحديث مع المطلقات المظلومات وليس الظالمات دون حواجز وتحفظات أم ستظل اشارتة مرفوعه علي أوف لاين ضد المطلقات ؟